مازال أمامنا وقت لحماية بلادنا وتحصينه من أطماع القوى العظمى.
Algeria-Watch 15 بقلم عباس حمدان, جانفي 2025
على مر الأزمان، دأب التاريخ على إصدار نفس الحكم وبكل وضوح: الأنظمة التي لا تحترم كرامة شعوبها وحقوقهم وحريتهم، وتحكم البلدان بالإكراه والقمع، تنتهي حتما ودائمًا بالانهيار والعار: لا يوجد نظام استبدادي يدوم إلى الأبد!
إن الأحداث التاريخية تسير بسرعة كبيرة؛ ومع ذلك لا يزال هناك متسع من الوقت لحماية بلادنا من مخططات القوى العظمى ومحاولات هيمنتها عل بلدنا، هذه القوى لا تتوّقف عن الدفع باتجاه إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية وفقًا لمصالحها.
التاريخ يثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك، أن البلدان الهشة بسبب غياب المؤسسات الشرعية ونتيجة الشرخ الهائل الذي يفضل السلطة القائمة عن الشعب، تصير لقمة صائغة ومحل كافة أنواع أطماع القوى العظمى (حالات العراق، وليبيا، وسوريا، وغيرها).
في الجزائر، تتوالى الأزمات السياسية دون أن يتم الاتعاظ من هذه الأزمات وانتهاز الفرصة، للاستجابة لتطلعات الشعب المشروعة من خلال حل سياسي وسلمي وشامل حقيقي
إن الفرص الضائعة في بلدنا لا تُعد ولا تحصى، ومما يؤسف له أن كل فرصة ضائعة من هذه الفرص تدفع بلادنا إلى مزيد من الانسداد السياسي الذي يحمل في طياته كل أنواع المخاطر والتقلبات غير محمودة العواقب.
في ضوء هذا الانسداد، يتعين على الجزائريين، على اختلاف قناعاتهم وانتماءاتهم، العمل سويا والانخراط في مسار يقود نحو انتقال ديمقراطي حقيقي، لتحقيق دولة القانون والحداثة والديمقراطية
إن هذا التغيير المنشود والضروري هو الكفيل بتحرير كل الطاقات ومنح الجزائر القوة والمصداقية، وليس سياسة الهروب من الواقع عن طريق الشعارات الجوفاء التي عاف عنها الزمن والحلول الزائفة والمصطنعة.
إن الأمر جاد وخطير، يتعلق ببناء البلد الذي سنتركه لأطفالنا.
خلال الثورة الشعبية (الحراك)، أثبت الشعب، بفضل ما اتسم به من مدنية وسلمية، واحترامه للتنوع، وروحه التضامنية، أنه جدير بالتقدير وقد شرف الجزائر أيما شرف.
لقد تحمّل الشعب مسؤوليته أمام التاريخ، فعلى أصحاب السلطة أن يتحملوا مسؤولياتهم. لا زال هناك متسع من الوقت.