تنبيه خاص بالجزائر: محمد عزوز بن حليمة يصرح أمام محكمة بئر مراد رايس بتعرضه للتعذيب
A.T., Algeria-Watch, 31 août 2022
في 28 أغسطس 2022، أثناء محاكمته أمام محكمة بئر مراد رايس، صرح محمد عزوز بن حليمة أنه تعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي. لكن النيابة العامة التي يُلزمها القانون الأمر بفتح تحقيق، لم ترد إلى حد الساعة على هذه التصريحات الخطيرة.
للتذكير فإن محمد عزوز بن حليمة يعتبر من اليوتيوبر الأكثر متابعة داخل الجزائر وفي أوساط الجالية. إن شعبية بن حليمة تعود بالأساس إلى نشره لملفات الفساد العديدة على الملأ، والتي تورطت فيها القيادة العسكرية للجيش الجزائري. وجد الناشط السلمي بن حليمة نفسه تحت طائلة مذكرة توقيف دولية صادرة عن النظام الجزائري بتهمة « انضمامه إلى جماعة إرهابية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، وتمويل جماعة إرهابية تستهدف أمن الدولة وتبييض الأموال كجزء من عصابة إجرامية ». لقد حُكم عليه بالإعدام غيابياً، بينما كان لا يزال طالبا للجوء في إسبانيا. لم يمنع هذا حكومة سانشيز من ترحيله في 24 مارس 2022 خارج أي إطار قانوني. . كما تقدمت مجموعة من المحامين الإسبان بشكوى ضد حكومة مدريد (1)، خاصة وأن الجزائر من الدول التي تتبنى التعذيب.
وفور وصوله إلى الجزائر، تعرض محمد عزوز بن حليمة لأبشع أشكال التعذيب، حيث تم اقتياده إلى مركز شرطة كافينياك بالجزائر العاصمة، وسرعان ما نُقل إلى الجهاز المركزي لمكافحة الجريمة المنظمة في سطاوالي (الجزائر العاصمة). لقد صرح بن حليمة أنه داخل هذا المركز التابع للمديرية العامة للأمن الداخلي، تعرض للتعذيب وتم تجريده من ملابسه ولمسه في مناطق حميمية من جسده. داخل هذا المقر نفسه، سيتم تصويره دون علمه لتسجيل أول اعترافات قسرية له. بعد ذلك، حوالي الثامن من أبريل ، نُقل إلى سجن الحراش قبل أن يغيب عن الأنظار تماما في 28 أبريل 2022. انقطعت أخباره عن أقاربه ومحاميه لمدة عشرة أيام تقريبًا، وبقي مكان احتجازه في طي الكتمان. إن محمد عزوز بن حليمة رهن الاحتجاز في سجن البليدة العسكري منذ 8 مايو 2022، وهو متواجد داخل زنزانة انفرادية ولا يُسمح له سوى بعشر دقائق بالخروج منها يوميًا. وتتم جميع زياراته تحت المراقبة الدقيقة بحضور جنديين على الأقل.
أثناء محاكمته أمام محكمة القليعة في 19 يونيو 2022، أعلن محمد عزوز بن حليمة لأول مرة أنه تعرض للتعذيب ولم يخضع لأي فحوصات طبية رغم طلبه ذلك من قاضي التحقيق. ولم ير صحفيو جريدة « الوطن » (2) الذين كانوا متواجدين في عين المكان أنه من الضروري نقل مثل هذه التصريحات.
وأثناء جلسات الاعترافات المتلفزة لبن حليمة والتي تم تصويرها في 9 يونيو وبدأ بثها ابتداء من 19 يونيو، كان جليا للمشاهدين رؤية آثار التعذيب بكل وضوح. خاصة على مستوى اليدين والرأس والوجه. إن هذه التصريحات الأخيرة تؤكد شبهات التجاوزات التي ارتكبتها أجهزة المخابرات في حق محمد عزوز بن حليمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجزائر من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، أو العقوبة القاسية، أو اللاإنسانية، أو المهينة.
ووفقاً للمادة 13 من هذه الاتفاقية، يحق لكل من يصرح بتعرضه للتعذيب أن يتقدم بشكوى ويخضع لفحص طبي على الفور. زيادة على ذلك، تقع على عاتق الدول الموقعة مسؤولية ضمان حماية المشتكين.
إن محمد بن حليمة ليس إرهابياً بأي حال من الأحوال، إنه مُبلغ عن الفساد وقد أُجبر على مغادرة الجزائر. مثل الكثير من الشباب الآخرين، انضم محمد عزوز بن حليمة إلى الحراك ودعم مطالبه الديمقراطية للشعب الجزائري. إن هذا الناشط السلمي الذي تم تسليمه من طرف الحكومة الإسبانية بشكل مخز، معرض لخطر الموت بسبب سوء المعاملة والتعذيب المعنوي والجسدي الذي يتعرض له في سجنه.
إن موقع ألجيريا ووتش يُشهد الرأي العام الدولي ويدعو إلى الإفراج الفوري عن محمد عزوز بن حليمة دون شروط مسبقة.
1. https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=26529
2. https://elwatan-dz.com/alors-que-le-parquet-a-requis-une-peine-de-10-ans-de-prison-ferme-mohamed-benhalima-nie-les-faits-et-denonce-le-piratage-de-ses-comptes