شهادات حية على إنقلاب جنرالات الدم والجرائم اللتي قامو بها في حق المواطنين الأبرياء منهم أبي وجدي

بسم الله الرحمن الرحيم

الأسم واللقب بورفيس جلال المولود في 20 فيفري 1989 بجيجل,  janvier 23, 2022 , Algeria-Watch

كنت أبلغ من العمر 3 سنوات عندما حدث الإنقلاب لازالت ذاكرتي تعج بالأحداث والذكريات المؤلمة خلال سنوات ما بعد الإنقلاب. أذكر أننيكنت مرة مع أبي داخل حافلة بمدينة جيجل برفقة صديقا له ، فجأة توقفت الحافلة جانبا وبعد لحضات صعد بعض رجال الشرطة المدججين بالأسلحة والملثمين بزيهم الرسمي الأزرق الداكن. بدأو بتفتيش جميع الركاب. أصبت برعب شديد لرؤيتهم على هيئتهم تلك ملثمين بالكامل. كان أحدهم يحمل بيده جهاز أسود للكشف عن المعادن. دون قصد منه أصابني بذالك الجهاز على وجهي لكنه لم يعتذر ولم يتأكد إن سببلي جرح، كان شغله الشاغل ترويع كل من كان في الحافلة.

أتذكر أيضا أنه في عز الحرب الإستئصالية كانت قوافل الجيش تعبر الطريق أمام بيتنا يوميا مما كان يجعلنا في ذعر شديد. كان الخوف ينتابنا كلما رأيناها.

كنا كل يوم نسمع عن إختطافات تحصل بالحي وبالمناطق المحيطة بنا. حوالي سنة 1994 تم إعتقال معلم الإبتدائي بوحلاسة الذي كان عضوا في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاد من طرف الفرقة 17 للتدخل السريع ببوحمدون ثم إغتالوه رميا بالرصاص بعد ان انهكوا جسده بالتعذيب.لم يتوقفو عند هذا الحد بل خرجو من إنسانيتهم وقامو بإحراق لحيته. أتذكر انني ذهبت برفقة أبي الى جنازته. حضر الكثير منالمواطنين والكل كان تحت الصدمة.

كنا نعيش طوال اليوم في الخوف وعندما يحل الضلام كنا نسمع أرجل العساكر فوق صطح البيت لقد كانو يأخدون من أصطح البيوت مراكزمراقبة والترصد . في البداية لم نكن نعلم أنهم العساكر لكن في النهار كنا نجد بقايا الطعام منها معلبات مكتوب عليها المعاشات العسكريةعندها أدركنا أن من كان هنا هم أفراد الجيش.

لقد كانو يخطفون الكبير والصغير .من بين من أتدكرهم جارنا عبد المجيد بوحبيلة لقد أخدوه من أمام المنزل مع الكثير من الجيران لعدة أيامثم اطلقوا سراحهم الواحد تلو الآخر. عندما عاد إلى البيت كانت آثار التعذيب ظاهرة على جسمه. أذكر انه عندما دخل البيت على تلك الحالأخد أولاده يحضنونه ويبكون ….نفس الشيئ حصل مع أبي رحمه الله لقد خطفوه وتم سجنه وتعذيبه في نفس المكان السيكثور(مركزالمخابرات ) سنة 1994. عندما أطلق سراح أبي كانت الساعة بين الثامنة والتاسعة ليلا كنت أنا وأختي الكبرى بفناء البيت حين دخل أبيعلينا عندها صرخنا بأعلى صوتنا…أبي عاد …أبي عاد …قام بمعانقتنا ثم أتت أمي من المطبخ وبدأت بالبكاء قال لها أبي لا تبكي أمامالأطفال كي لا يخافو .

مرت الأيام والشهور ونحن على نفس الحال لا صوت يعلو على صوت الرصاص في يوم من الأيام جاء أبي بي خبر إقتحام أفراد الجيش بيتجدي واختطافه على الساعه التانية فجرا .لقد كان أبي تحت الصدمة كيف لا وهو يعلم عن تجربة ان من قاموا بإختطاف جدي لا يملكونالرحمة… بعدها ببضعة أشهر وصل إستدعاء لأبي من قبل جهاز الدرك الوطني لبلدية الأمير عبد القادر .كان أبي واقف أمام الباب ويتأملقالت له أمي سوف أذهب معك لماذا يبحثون عنك قال لها لا أدري سوف أذهب لوحدي إنتبهي على الأطفال سوف أعود. كان الجو ممطر أخدأبي أخي الأصغر مني عثمان برفقته وتوجه إلى الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لبلدية الأمير عبد القادر . كانت آخر مرة أراه فيها لقد ذهبمن دون رجعة . في المساء ومع حلول الظلام دخل أخي عثمان البيت بعد ان قام بتوصيله للبيت أحد الجيران المدعو كمال بوغنوط الذي كانيعمل عون للحرس البلدي بنفس البلدية. أخبرنا أخي أن أبي وهما في الطريق الى مقر الدرك مزق معطفه من الداخل وخبأ بعض الوثائقومفاتيح الشاحنة اللتي كان يملكها وكان الحال كذلك. في اليوم الموالي أتت عندنا خالتي وذهبنا كلنا مع أمي إلى مقر الدرك ببلديةالأميرعبد القادر .سألت أمي أحد أفراد الدرك الوطني أين زوجي ولمادا تحتجزونه فرد انهم لا يعلمون أين هو وانه حول إلى مركز آخر قائلا لنا« إذهبوا هناك واسألوا. قالت له أمي لن نتحرك من هنا حتى تطلقو سراحه. بعد لحظات دخل رجل في الأربعينيات من العمر كانو يسمونهالشاف فبدأ بالصراخ ودفع أمي إلى خارج المركز .خرجنا وراء أمي ونحن نرتجف من الخوف وذهبنا إلى مركز المخابرات( السيكثور ) كانتأمي وخالتي يسألو كل من كان بالداخل لكن الكل كان يتهرب من المسؤولية الكل كان يقول لا نعلم شيئ ، لم يأتو به إلى هنا إذهبو إلى المركز الأول وسألوا. عدنا إلى البيت والدموع تغمر عيون أمي كيف لا والإنقلابيون خطفو معيل العائلة الوحيد لقد خطفوه وتركو مصير سبعةأبناء وأمهم للمجهول. مرت الأيام والشهور ونحن ننتظر عودة أبي لكن أبي لم يعد. لقد ذهب من دون رجعة . مرت الأيام وكنا كل يوم نسمع عنإغتيالات واختطافات. لقد إستمر الوضع على ذالك المنوال. اذكر انه في موسم جني الزيتون لا نستطيع أن نذهب إلى الجبل قبل أن نسألأقرب مركز للجيش وأخد موافقتهم لجني محصول الزيتون . كنا نشعر أننا تحت وطأة استعمار جديد…